
استنفرت وزارة الصحة والإدارات الحكومية المختلفة بالخرطوم قدراتها ومواردها لاستقبال الدفعة الجديدة من البصات التي وصلت الخرطوم في الساعات الأولي من صباح اليوم والتي كانت تقل قرابة الأربعمائة مواطن قادمين من مصر عبر معابر الولاية الشمالية.
وبحسب سونا سعت وزارة الصحة والإدارات الحكومية المختلفة لاستقبال القادمين و توفير الرعاية الصحية بما يجنب العاصمة الخرطوم أي مخاطر محتملة من تسرب حاملين لفيروس كورونا للعاصمة التي يسكنها الملايين والتي سجلت حالة واحدة من الإصابة بالكورونا توفى من جرائها المصاب.
تم احتجاز 45 من القادمين كإجراء احتياطي في مستشفى “يونيفيرسال” بالخرطوم بحري للمزيد من الاطمئنان على أحوالهم الصحية لإجراء المزيد من الفحوصات عليهم، وتم تحويل مرضى عمليات وكسور للمستشفى للاطمئنان على أحوالهم ، وهناك “10”بصات تنتظر حالياً في المعابر المصرية يتوقع وصولها خلال يومين أو ثلاثة أيام ..
وحسب الدكتور الفاتح عثمان مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم فإن احتجاز البعض لإجراء المزيد من الفحوصات لا يعني أنهم مصابون أو مشتبه باصابتهم بالكورونا لأنهم مسافرون منذ ثلاثة أيام، يعاني الكثير منهم من إرهاق بالغ، خاصة أن الكثيرين منهم كانوا أصلاً في رحلات علاجية لمصر واضطروا لمغادرتها بسبب جائحة كورونا.
وكان الكثير من القادمين على رحلات مماثلة ظهر أمس قد غادروا مستشفى يونيفرسال بسبب عدم الاستعداد الجيد في الوقت المناسب لاستقبالهم.
يقول د. الفاتح عثمان “تم اختيار مستشفى “يونيرفيرسال” بديلاً عن موقع مقترح آخر غرب امدرمان اعتبر غير مهيأ لاستقبال القادمين.”
وعانى موقع الاستقبال من نقص واضح في أبسط الخدمات مثل توفير المياه والوجبات مما تسبب في صعوبة في السيطرة حسب تعبير د. الفاتح عثمان ومغادرة بعض القادمين.
وقد وجهت السيدة عائشة موسى عضو المجلس السيادي التي زارت ساحة مستشفى يونيفيرسال نداءً عبر الوسائط الاجتماعية لاغاثة القادمين تحول لمادة أثارت الكثير من الجدل في مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعزي د. الفاتح عثمان ما حدث أمس للافتقار للتنسيق المحكم بين الأطراف الحكومية المعنية قبل وقت كاف.
ويبدو أن وتيرة التنسيق قد تحسنت إلى حد كبير اليوم حيث تم الاتفاق على تخصيص مرافق ومبان تابعة للشرطة ووزارة البني التحتية ، فضلاً عن اتجاه لإصدار قرار من النائب العام لحراسة مراكز الاستقبال لمنع مغادرة القادمين قبل استيفاء الاجراءات الصحية اللازمة لحماية المجتمع من مخاطر انتقال العدوى.
وتكتسب هذه الاجراءات وضرورة تحسينها وضبطها أهمية فائقة فيما تجري الاستعدادات في مطار الخرطوم الدولي لاستقبال مئات المواطنين السودانيين الذين كانوا عالقين في مختلف مطارات العالم اعتباراً من مساء اليوم وحتى مساء السبت.
ولاحظ مسئولو وزارة الصحة بقلق واستياء تعامل الجمهور مع القادمين من مصر الذي اتسم بالكثير من الفوضى والتنافض، وفيما تدفق عشرات المستقبلين لأقاربهم إلى موقع مستشفى يونفيرسال واختلطوا بالقادمين وعانقوا بعضهم دون اكتراث بالمخاطر الصحية.
وتعرض القادمون لمعاملة قاسية وفظة في بعض مناطق البلاد حيث رفض المواطنون في منطقة الدبة ومناطق أخرى توقف البصات بمناطقهم واستقبال القادمين فيها.
هذا ولم تسجل السلطات الصحية أية إصابات جديدة ، مؤكدة بفيروس كورونا عقب وفاة المصاب الوحيد الذي تأكدت إصابته بالفيروس يوم 13 مارس الجاري.
الخرطوم (كوش نيوز)
Source: كوش نيوز