كـــــــرات عكســـــية
محــمد كامــل سعــيد
Mohammed.kamil84@yahoo.com
لا مكان لمجلس الرجل الواحد في المريخ..!!
* يظل الاعلام الرياضي في بلادي، وداخل اروقة نادي المريخ بالتحديد، يلف ويدور في فلك التطبيل واللهث في اتجاه كل ما يخدم مصالحه، وهنا فان ولوج العديد من التجار الى مجال العمل الاداري هو الذي يفتح الباب امام كل من يهوى ويعشق العمل ارزقياً ليمارس هوايته، ولا مانع من ان يستعين بعدد من الكومبارس لأجل الوصول لغاياته..!
* كان المريخ مختلفاً عن كل الاندية بهيبته وقوته التي تصدر الرعب لمنافسيه، ولدرجة ان ارتداء الشعار الاحمر تحول الى حلم كبير يراود كل ناشئ صغير، يركل الساحرة المستديرة في شوارع الاحياء وازقتها.. ساعتها لم يكن التجار قد اقتحموا المشهد، ولم يعرف الاعلام سياسة التطبيل والانبطاح التي صارت مع الايام من المطلوبات الاساسية
* حتى وقت قريب، وبالتحديد عندما عمل المصري الراحل احمد رفعت كمدير فني للمريخ، وعقب عودته الى بلاده تحدث عن كرتنا والنادي الاحمر بكل شفافية واشار الى ان المريخ يختلف عن الاندية المنافسة له بما فيها الهلال بالروح القتالية على الرغم من تراجع وضعية الاموال في حين وصف الهلال بتميزه بالاموال وافتقاده للروح القتالية..!
* لقد كان حب الشعار هو السمة الاساسية التي تميز لاعبي المريخ وقادة الادارة، وتشمل تلك الميزة كل المريدين سواء كتاب صحافيين او مشجعين.. ولعل ذلك الفهم كان هو العلامة الفارقة التي جعلت المريخ الاكثر تميزاً ولعل خروج نجوم الفريق عقب نهاية كل مباراة كان يحكي عن عشق كبير يتغلغل في داخل نفس كل من يرتدي الشعار.
* ولكن وبمجرد ولوج بعض التجار، والطبالة، والصفاقة، وفرقة الكومبارس، والهتيفة وغيرهم من قائمة النفعيين الى النادي، وفي ظل تراجع الفهم الاداري للقادة الذين جلسوا على كرسي الرئاسة، تبدلت الاحوال، وظلت هيبة الكيان وانجازاته تتراجع صباح كل..!
* ولعل نعمة النسيان تظل على الدوام هي الخط الفاصل، والحاجز المظلم الذي يتدلى امام المتابعين ليحجب امامهم فضائح وتجاوزات المطبلاتية، وانبراشاتهم، وعباراتهم التي لا تمت لمهنة الصحافة بأي صلة، هذا اذا لم تحمل معها تشويهات وصفات غير حميدة لا تشرف كل من عشق وهى هذه المهنة التي وصفت بانها (السلطة الرابعة)..
* تابعنا، من بين ما تابعنا كيف تولى المطبلاتية، ومن خلفهم الصفاقة، امر النفرات التي كان عنوانها دعم مجلس الوالي، اي نعم بالتحديد الوالي، والمطالبة باستمرار الدعم والمساندة بتجميع رواتب المحترفين ومتأخرات الوطنيين وغيرهم، وتوفير قيمة اقامة المعسكرات وخلاف ذلك يحدث في سبيل التقرب لقائد الركب (صاحب الجيب الكبير)..!
* والمتابع للواقع الأليم يجد ان الصورة تبدلت تماماً، عقب انسحاب (صاحب الجيب الكبير) من المشهد، وذلك بعد ما كشف الالاعيب، وأساليب النصب، والمتاجرة باسم الكيان، وغير ذلك من المؤامرات التي كان يقوم بها افراد العصابة بمعزل عن اي مصلحة للكيان الذي تحول مع الايام الى وسيلة يتم استخدامها وصولاً الى غايات اخرى
* وهنا تحضرني تلك الضجة التي كانت جرت بقاعة الصداقة بالخرطوم، وفيها هب الجميع وتبرعوا بالمليارات، وفي اليوم التالي تابعنا المطبلاتية وهم يرهقون انفسهم بعبارات الانبراش المحفوظة اياها والاشادة بالوفاء (ومش عارف ايه) سرعان ما مرت الايام وتبخر كل شئ لنتاكد من ان القصة لم تخرج عن دائرة (تبرعات المايكروفون)..!
* حتى شكوى كأس المزعومة، لم يخرج الموضوع عن محيط الوهم اياه، لكن وعند ما تبتعد اي قصة عن ما يضمن للمطبلاتية تحقيق اهدافهم الخاصة يمكننا ان نتابع تيرمويتر المؤامرات وهو يرتفع ويصل الى أعلى الدرجات، كما يحدث منذ شهور بخصوص ما يواجه المجلس الشرعي من عقبات مالية، وتبعات ذلك من اضرابات وتمرد وغيره..!!
* ظل المطبلاتية يغضون الطرف ـ عمداً ـ عن كل السلبيات التي كانت تحدث في عهد مجلس الرجل الواحد، لا لشئ سوى لانهم خافوا على مصالحهم، على الرغم من ان تلك السلبيات كانت ولا زالت وستظل هي العقبة المهمة والكبيرة التي تعترض مسيرة المريخ بدليل ما يدور من مشاكل مع الاتحاد الدولي بسبب متأخرات المحترفين الاجانب..!
* لقد تحول المريخ ـ للاسف ـ في السنوات الاخيرة الى بؤرة من السلبيات تمدد فيها المصلحجية، وصارت مفاتيح الكيان بايديهم، بدليل ما يحدث من فوضى وهرج، وصل الى حد الدعوة الى الاضراب.. كل ذلك لاجل اعادة مجلس الرجل الواحد الذي لم يعد له مكان في هذا الزمان.
* تخريمة أولى: كنت حريصاً على متابعة مباراة منتخبنا الاولمبي امام نظيره النيجيري وانا في المكتب عبر اللاب توب.. وبعد جهد جهيد، ظهرت امامي شاشة قناة (المتاعب) واذا بي ارى واحدة من الفتيات وهي تقوم باتمام عمليات المكياج، وتتحدث بصوت غير مفهوم.. في بادئ الامر اعتقدت ان الصورة قديمة، لكن ومع مرور الوقت تأكدت من انها على الهواء مباشرة، ثم تابعت بعدها الضجة التي حدثت في مواقع التواصل الاجتماعي.. لكن ما غاب عن الفيديو الشهير اصرار المذيعة اياها على تعديل الطرحة، ثم تصحيح وضع الجاكيت وبصورة مقززة اصابتنا بالغثيان.. ولا عجب فهي قناة (المتاااااااعب يا عاااااالم)..!!
* تخريمة ثانية: لظروف خارجة عن ارادتي، وجدث نفسي اسيراً لقناة السودان يوم الجمعة الماضي بسبب تهجم احدى فروع شجرة متسلقة من الجيران، والتفافها حول الطبق، وبالتالي مساهمتها في حجب الاشارة عن الديجتال، ولما حاولت اصلاح الاشكالية كان علىّ انتظار المهندس الى صباح يوم السبت، فوافقت مجبراً وجلست امام شاشة تلفزيون السودان التي ظننت انها قد تبدلت فلم المح اي جديد بل على العكس وجدت نفسي و(الكلام الكتييير السااااااكت) وهو يفرض نفسه علىّ.. فقررت الهروب الى الاذاعة واكتفيت بترديد (حسبي الله ونعم الوكيل)..!!
* تخريمة ثالثة: وتاني بنعيد: مرت الايام، كالخيال احلام ولا نزال ننتظر نتيجة شكوى لوزان التي أوهم البعض عشاق الكيان بانها (مربوحة) ولعل ما حدث من فشل متراكم في القضايا التي افتعلها المرضى بالسنوات الماضية سيكون هو السند الاول والاخير للبسطاء لتقبل واقع تبدد الحلم الوهمي.
المصدر: لا مكان لمجلس الرجل الواحد في المريخ..!! بموقع صحيفة كورة سودانية الإلكترونية.
Source: New feed