الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

الخرطوم: آدم محمد أحمد
مع أن وكالة الدولة الرسمية )سونا( منعت خلال الفترة القصيرة الماضية، الكثير من المناشط التي يعتزم أصحابها إتخاذ منبر الوكالة مقراً لقيامها، ولكن رفض استضافة مؤتمر صحفي لتجمع المهنيين السودانيين، كان مثار تساؤل، وكتب بعضهم متهكماً وآخرون تعاطفوا بينما كان الأمر بالنسبة للتجمع تراجعاً وردة، وإن كانت القضية التي حددها التجمع كنقطة للحديث حولها، مثلت القشة التي قصمت (ظهر البعير)
فالتجمع وفقاً لبيان أصدره كان يعتزم الحديث عن (قضية جريمة إختطاف وإخفاء وتعذيب وإغتيال الشهيد بهاء الدين نوري، وإعلان الخطوات التصعيدية المزمع إتخاذها من قبل التجمع والقوى الثورية حيال التخاذل والتسويف الذي تمارسه السلطة الإنتقالية تجاه إنفاذ القصاص العادل وتجفيف بيوت أشباح ميليشيا الدعم السريع وجهاز الأمن)، فهناك من أعتبر أن موقف التجمع لا يتسق مع الخطوات التي قامت بها الدولة في هذا الإطار التي حددت بموجبها المتهمين وأعلنت القبض عليهم وبدء التحقيق تمهيداً لتقديمهم إلى العدالة، وهنا فأن التجمع لا يحق له الحديث في قضية أمام القانون، بينما أكتفى عضو تجمع المهنيين حسن فاروق في حديث لـ(الإنتباهة) قائلاً: 🙁 ليس لدينا تعليق سوى أن الوكالة أصبحت إعلام حكومي). ولكن التجمع في بيانه الذي وزعه على نطاق واسع ، قال إن (مؤسسات الدولة الممولة، ما زالت من حر مال الشعب السوداني تمارس ذات سياسات نظام البشير، تحاول عكس عجلة التاريخ في تكميم الأفواه وحجر الحريات التي أنتزعها شعبنا عنوةً وإقتدارا بغالي التضحيات ودماء الشهداء، تمعن في إخراس الصوت المقاوم والثوري بينما تطلق العنان للمرابين المرجفين من أرباب السلطة وأعداء الثورة وإنحرافها عن مسارها)، وأعتبر التجمع أن رفض استضافة المؤتمر الصحفي، محاولة أخرى من مؤسسات الدولة لتحجيم قوى المقاومة السلمية لسياسات البطش والقتل المجاني للمواطنين السودانيين، وأضاف: (هيهات أن تثنينا هذه السياسات عن استكمال طريق ثورة شعبنا الأبي والوصول لغاياتها، فتحرير منابر الدولة السودانية الإعلامية لتصبح المعبر الحق عن إرادة جماهير شعبنا وقواه الثائرة واجب مقدم). وكان لافتاً للمتابع أن وكالة السودان للأنباء( سونا) بعد إندلاع ثورة ديسمبر، أصبحت مفتوحة للجميع، وتحولت من وكالة حكومية صرفة إلى أشبه بالموقع الإخباري العام الحر، لكونها لا تمانع في عرض أي خبر مهما كان درجة خطورته على الوكالة، مع الأخذ في الإعتبار أنها وكالة رسمية للدولة مثلها وأية مؤسسة حكومية، ينبغي ان تأتمر بأمر الدولة وتوجيهاتها، ولم تكتف سونا بذلك ولكنها فتحت (منبرها) لكل صاحب مظلمة وحتى وإن كانت ضد رئيس الوزراء، وكانت الكثير من الوقائع مثار حديث الناس لأن هناك من يتم استضافتهم في الوكالة ولكنهم يكليون السباب إلى الحكومة ورئيس الوزراء، وهو الأمر الذي ربما قاد مدير الوكالة إلى أصدار جملة من الضوابط عقب حادثة شهيرة تمت مع سياسي سوداني معروف ، حاولت الوكالة منعه من الحديث، وحينها أعلن محمد عبدالحميد، مدير وكالة السودان للأنباء، ملاحظات حول منبر الوكالة، الخاص باستضافة المناشط، وقال إن المنبر يتلقى الكثير من الطلبات لإقامة الفعاليات والمناشط مما يستوجب توضيح بعض النقاط المنظمة والمهمة كرؤية يجب أن تقوم عليها تلك المناشط. ونوّه إلى أن منبر سونا جزء من العمل التحريري اليومي للوكالة والهدف منه هو أن تنظم سونا بنفسها المؤتمرات الصحفية والمناشط والحوارات التي تصلح أن تشكل مادة تحريرية، وخبرية مناسبة لخدمة وسائل الإعلام بشكل خاص والجمهور بشكل عام. وأضاف: (وبالتالي فإن أية موافقة على إقامة نشاط في سونا هو قرار تحريري خاص بالوكالة). وأشار عبدالحميد إلى أن المنبر يتلقى طلبات من أفراد ومنظمات تتبنى قضايا نبيلة وتخدم المصلحة العامة؛ ولا خلاف عليها لكن نستطيع الاستجابة لكل هذه الطلبات وسونا ليست منظمة خيرية وليس من أهدافها الترويج لكل قضية نبيلة حسنة المقاصد. وزاد: (نتلقى أيضاً الكثير من الطلبات لتنظيم أنشطة من أفراد وجماعات لديها مظالم مشروعة، ولا يستطيع المنبر أيضاً استضافة كل صاحب مظلمة ولا نود أن نحوّل المنبر لمنصة مظالم ولا هذه هي مهمة سونا)، وأكد أن سونا تتعامل مع كل هذه القضايا كموضوعات تهم الرأي العام ومن الضروري متابعتها وتغطيتها في مواقعها ولدى المنشغلين بها وتنوير الرأي العام حولها لكنها ليست ملزمة بإتاحة منصاتها للحشد والدعوة للإضراب والمظاهرات أو الأنشطة المشابهة لها أو تفسيرها؛ وأكد أن سونا تتحصل رسوماً نظير استضافة أية أنشطة فيها لكنها ليست مؤسسة لتأجير الخدمات والقاعات لكل من يدفع، بل تخضع كل ذلك لتقديرات إدارتها.

The post (سـونـا).. بين جدلية الحياد والرسالة الرسمية!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

About Post Author