الانتباهة اون لاين موقع اخباري شامل

تمتلئ الأسافير إزاء الوضع السياسي الراهن بقسمين: قسم لا هم له سوى إظهار سوءة (الإنقاذ).
وقسم آخر لا هم له سوى إظهار سوءة (المرحلة الانتقالية).
وإن كان كل منهما محقا فيما يذهب إليه، ويريد تأكيده، فما الفائدة التي يجنيها الوطن من إظهار السوءتين سواء هنا أو هناك؟
المفيد حقا هو النظر إلى الأمام.
المفيد حقا هو إثبات الحقائق؛ لننطلق منها نحو سودان أرحب معافى من كل سوءة سواء سابقة أو حاضرة.
ظهرت مثلا مشكلة المناهج التي أثارها (القراي).
فإما أن نبحث عن حل حقيقي للمشكلة أو تتحول هذه المشكلة لمادة دسمة تشغل بال القسمين السابقين.
فمن كان همه البحث عن سوءة (الفترة الانتقالية) ما صدق أن وجد (القراي) يتهرطق بهرطقاته التي لم تسلم منها عقيدتنا.
ومن كان همه الدفاع عن (المرحلة الانتقالية)، والهجوم على النظام السابق أخذ يدافع بحق، وبدون حق عن موقف (القراي).
وضاعت القضية بين القسمين، فمن يهاجم (القراي) قطعا لا يجد عيبا في المناهج في العهد السابق، وإلا سوف يخذله موقفه.
ومن يدافع عن (القراي) لا يكترث للأخطاء الجسيمة التي وقع فيها من خلال التصريحات التي يصرح بها بين فترة، وأخرى.
وهكذا ضاعت القضية بين السوءتين:
الدفاع عن سوءة النظام السابق، والتركيز على سوءة (القراي).
وصار همنا ليست المناهج، وإنما إثبات أن (الفترة الانتقالية) فاشلة من جهة أو إثبات أن مناهج (الإنقاذ) عقيمة من جهة أخرى.
والموقف الصحيح هو الارتقاء بالمناهج بحيث تتجاوز مرحلة (الإنقاذ) العقيمة، وفي نفس الوقت لا يكون هذا الارتقاء فرصة يستغلها البعض في الطعن في ديننا، وعقيدتنا، وقرآننا.
من همه (المناهج) لا يلتفت إلى الدفاع عن (الإنقاذ) كما لا يلتفت إلى الدفاع عن (القراي)، وإنما يحدق، ويركز بصره على كيف يرتقي بالمناهج.
يصلح أخطاء الماضي، ويفوت الفرصة على من يستغلها في الحاضر.
يتم ذلك ليس بالهجوم على الحاضر، ولا بالدفاع عن السابق، وإنما بإظهار رؤية محكمة رصينة تبين هي وحدها أن ما تم في السابق خطأ، وأن مرادها، وغايتها هي التصحيح، والتصويب وليس استغلال الحاضر له.
وهذا الموقف لا يحتاج لخبراء تربويين أصحاب عقيدة راسخة بقدر ما يحتاج إلى خبراء ترتفع هاماتهم لمصلحة الدين، والوطن لا يقفون عند نفسية هؤلاء، وهؤلاء.
هذه النفسية التي حولت كل قضية لمعركة بينهما.
فإن فشل (القراي) فهذا قمة طموحهم، فهو فشل ل(لمرحلة الانتقالية)، وإن نجح (القراي) فهذا قمة طموح الفريق الثاني، لأنه انتصر على خصمه.
وهكذا في كل موضوع يطرح، ويحتاج إلى معالجة ينبغي أن ننظر للموضوع لنعمل على تجويده لا نجعله مقسما بين قسمين أحد القسمين يريد أن يدافع به عن النظام السابق، والآخر يريد أن يدافع به عن (المرحلة الانتقالية).
فلا الدفاع عن النظام السابق يجعلنا متطورين، ولا الاحتفاء بكل ما تجود به (الفترة الانتقالية) كذلك سيجعلنا متطورين.

The post السودان: محجوب مدني محجوب يكتب: كيف نتخلص من السوءتين؟ appeared first on الانتباهة أون لاين.

About Post Author